Skip to main content

"كما كنا في البدايات" لخورخي مونتيروسا

خورخي مونتيروسا شاعر وكاتب قصة قصيرة. ينحدر خورخي في الأصل من لوس أنجلوس ولكنه انتقل إلى نيويورك لدراسة تخصص الكتابة في كلية سارة لورنس. تخرج عام 2012 من جامعة لونغ آيلاند وحصل على درجة الماجستير في التعليم، وهو مدرّس حاليًا في الإمارات العربية المتحدة ويقدم عروض الإلقاء الشعري في مواقع مختلفة داخل الإمارات.

ترجمة القصيدة: كما كنا في البدايات

كم تفتقر الأوديسة البشرية إلى الفخامة،
شرعنا في اقتناص وتجميع الحيوانات عبر تقاطعات السافانا الإفريقية،
ودون مخالب أو أنياب للدفاع عن أنفسنا، فعلنا كل شيء لتجنب
النمور والفهود وابن آوى.
ها نحن نتجول في حلكة الليل الخارقة التي دثرت المكان،
كان الوقت مبكراً وفقاً لجدولنا الزمني،
ما زلنا نعتبر أنفسنا ضيوفاً،
وشهدنا عجباً حيث كانت السماء تضيء وتنطفئ،
كما شرارات اللحام السماوي فوق نجم بعيد.
نمنا في الحقول المفتوحة فوق الأشواك والأحراش،
أو في الكهوف المنحوتة في الجبال بالماء والزمن،
نرسم الأيائل والبايسون على الجدران لنقول إننا كنا هنا،
ولاحقاً، اخترعنا السلالم وعربات مترو الأنفاق لنقول إننا كنا هنا،
كل ما كان لدينا هو بعضنا البعض. كانت التضاريس قاسية لا ترحم.
فركنا العصي معاً وأضرمنا النار لنخرج من الظلام،
تحلقنا حول أجرامنا المشتعلة مثل كواكب صغيرة،
واللحوم المشوية، وذكّرنا أنفسنا بالأشياء التي يجب أن نتذكرها.
معاً كنا أقوياء.
نصنع الأدوات - منحنا أيدينا القوة والقدرة،
وبهذه الطريقة حققنا الهيمنة على وحوش الأرض،
جمعنا الأغنام والماعز في حظائر،
اخترنا الاستقرار على امتداد الأنهار والضفاف،
وابتكرنا الزراعة.
زرعنا القمح والذرة والأرز والشعير.
نظمنا القرى والمجتمعات وأسسنا الحضارة،
سخّرنا الريح، وروّضنا البحار،
اخترعنا العجلة والكتابة،
رسمنا خرائط النجوم،
خلدنا أعمالنا في الحجارة والأشعار الأسطورية،
اخترعنا الأغنيات احتفالاً بإنسانيتنا ورقصنا احتفالاً بأغانينا،
تعلمنا التخزين والحفظ
سرعان ما أصبح لدينا وفرة،
والوفرة جعلتنا خائفين،
بنينا الجدران والجيوش لحمايتنا من أنفسنا،
اخترعنا كلمة "مِلكي"
حوّلنا إخواننا إلى رقيق وأصبحنا عبيداً لممتلكاتنا،
وعبقريتنا في البناء لم يكن لينافسها سوى عبقريتنا في التدمير.
بنينا أسلحة تقتل الرجال من مسافات بعيدة،
أسلحة تحرق شعباً كاملاً،
أقمنا مستشفيات تكريماً للأمراض التي أنجبناها،
شيّدنا السجون كنصب تذكاري ليأسنا،
لوّثنا الأنهار التي لطالما روت عطشنا وجرّدنا الأرض من أمومتها،
لتكون شاهداً لا ينسى
بأننا أقرب إلى القردة من الملائكة

القصيدة من تأليف: خورخي مونتيروسا

تم تقديم هذه القصيدة في إطار برنامج "وقع الكلمات" الذي عمل على تنسيقه دوريان روجرز

Mobile View None For an optimal experience please
rotate your device to portrait mode