جوسيبي بينوني: "النشوء" (2017)

إنّ التصميم الإبداعي "نمو بذرة" للفنان والنحات الإيطالي الشهير جوسيبي بينوني، والمؤلّف من ثلاثة أجزاء، مبني على العلاقات التي تربط جذور الإنسانية بالفن والطبيعة، وهو فكرٌ استند إليه الفنان في خلال مسيرته الفنية.
في هذا السياق، قال بينوني: "تهدف الأعمال التي أنجزتها لمتحف اللوفر أبوظبي إلى غرس بصمتها في المكان مسلّطة الضوء على النواحي الهندسية للمتحف، فالقطع التي يتألّف منها عمل "نمو بذرة" تجسّد الروح العالمية التي يعكسها المتحف".
إلى جانب ذلك، ابتكر الفنان خصيصاً لمتحف اللوفر أبوظبي منحوتة "أوراق من الضوء"، وهي منحوتة برونزية عملاقة على كل شجرة.
يرتبط عمل "أوراق من الضوء" مباشرة بالغابات المنتشرة في بلد الفنان الأم، جبال الألب البحرية في بيدمونت بالقرب من تورين، هذا بالإضافة إلى كونه رمزًا للحياة مستوحى من شعاع النور الذي يتسلل عبر قبة المتحف. 
لقد تمّ اقتطاع أجزاء بطول 1.5 متراً من الشجرة الأصلية قبل أن يتم نحتها عبر اعتماد وسيلة السبك بالشمع الضائع التقليدية، ومن ثم جمع أجزائها من جديد.
كما يشمل عمل "نمو بذرة" منحوتة معلّقة على الحائط مكوّنة من عدّة أنواع من الصلصال من مختلف أنحاء العالم، تمّ تعليقها على لوح فولاذي لتتخذ شكل إناء. ويرى بينوني أنّ كلّ قطعة صلصال ناتجة عن أبسط الحركات المشتركة لدى البشر، وهي ضمّ الكفّين، ليس للشرب منهما وحسب، وإنما إشارة إلى أولى بدايات الحس الإبداعي لدى البشر، وإلى عملية النحت بشكل خاص.
أما الجزء الثالث من عمل "نمو بذرة" فيتمثّل بقرص من البورسلان يحمل في وسطه بصمة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسّس دولة الإمارات العربية المتحدة، تُحيط بها مجموعة من الدوائر متّحدة المركز مرسومة باليد بأعلى مستويات الدقّة، تُشبه بشكلها حلقات جزوع الشجر أو تموّجات قطرات الماء.
وفي سياق حديثه عن عمله، قال بينوني إنّه يأمل أن تعكس هذه المنحوتة صورة اللوفر أبوظبي، مشبّهًا قبّته ببصمة اليد، ودوائر البورسلان بالأثر الذي سيُحدثه المتحف في دولة الإمارات وفي باقي دول المنطقة.