Skip to main content

"ما بين الذكرات و الخلود" لصفوة محمد

صفوة محمد هي شاعرة ومعلمة دخلت عالم الكتابة منذ عشر سنوات وبدأت الإلقاء على مسارح مختلفة في الإمارات والسودان ولندن منذ سبع سنوات. شاركت في تأسيس فعالية "باك يارد بويتري"وهي فعالية شهرية للإلقاء الشعري أطلقتفي مدينة أبو ظبي عام 2014.

ترجمة القصيدة: ما بين الذكرات و الخلود

عندما شكّلت من الطين أول مرة
وجئتُ إلى الوجود
كان صانعي على يقين من أنني سأعيش إلى الأبد
هو،
والأيدي الملونة بالطين
وقلب بتلات الزهور الزرقاء
تتلاشى مع الريح.
يتأمل
و يحلم دائماً بالرعد والبرق
أقصد أن أقول...
لقد ولدت وسط عاصفة
ولدت من أيدٍ قاسية وقلب يحتضر،
صانعي.
لف كلماته المفضلة حول عنقي
وَشَمها على جسدي،
لئلا ينسى القصائد
التي احتوت عظامه
لئلا ينسى الليالي التي قضاها وحده
يغني طرباً في تجاعيد الجدران وجيوب الهواء
على أمل أن يشفي لحنه السرمدي جراح السقف المتهتك
ويرمم شقوق الجدران،
أو عظامه
وعدني بمنزل أفضل
لا تكتنفه العتمة، ربما،
ولا يكتنفه الغرق.
قدمني صانعي هدية
لصانع السجاد الأرمل في نهاية الشارع
و
عشت هناك،
فوق طاولة قهوة الرجل العجوز قرب مزهرية فارغة
وهناك
ممتلئاً حتى الشفة بشراب الكرز
وكل مرة... بحث فيها عن شيء مفقود وجدني أنا بدلاً عنه،
لم أغادر أبداً
آنذاك
كان المنزلُ غرفةً مليئة بالرجال الفارغين...
مع آلات العود والسيتار الخشبية
أوتار مكسورة وقلوب مكسورة،
تنبض من خلف رئتين متعبتين
أغانيها المسروقة من تحت أطراف أصابع رجال آخرين
كلمات...
انتزعت من حناجر رجال آخرين
لقد كنت دائماً بصحبة رجال نسيت عاشقاتهم أسماءَهم
رجال منسيون
أصواتهم قد تحطم الأسقف وتهدم الجدران
كنت منسياً بالضرورة أيضاً،
صانعي بصحبة النجوم الآن
المنزل الذي ضمني بات خراباً تحت أفق غير مألوف
أنا فارغ ولا أحد يمد يده نحوي
أنا بعيد عن أي شيء مألوف
سأجد الراحة هنا، أنا متأكد.
سأعيش إلى الأبد. نعم نعم نعم

القصيدة من تأليف: صفوة محمد

تم تقديم هذه القصيدة في إطار برنامج "وقع الكلمات" الذي عمل على تنسيقه دوريان روجرز

Mobile View None For an optimal experience please
rotate your device to portrait mode