العولمة الحديثة الأولى
شهدت حركة تدفق السلع والناس تسارعًا لم يسبق له مثيل خلال الحقبة الحديثة. فخلال ثلاثة قرون فقط، أدّت التجارة بين جميع القارات إلى تغييرات جذرية في المجتمعات والأقاليم. وارتبطت حركات الهجرة الجماعية للسكّان، سواء كانت بسبب الرق أو الهجرة الاقتصادية أو الحرب، بإنشاء إمبراطوريات.
أسهمت هذه الهجرات في انتقال التعابير الثقافية والروحية، كما سهّلت عمليات الانتقال الاجتماعية والثقافية داخل الإمبراطوريات وفيما بينها. وتماشيًا مع هذه الهجرات، قدّم الفنانون والحرفيون تصويرًا بصريًّا لهذه التحوّلات، أضفوا عليه أساليبهم ورؤيتهم الجمالية الخاصة. كما أدّى الابتكار المستمر للمواد و السلع الجديدة، التي كانت نادرة أو غير معروفة حتى ذلك الوقت، إلى ظهور حالات من الانبهار والمقاومة تجلّت خاصة في الفنون. وفي عالم منفتح على آفاق جديدة، فقد أعيد النظر في بعض المفاهيم والنموذج ودور الفنان.